وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (٤٦) اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (٤٧)
____________________________________
بالظالمين المعاندين من الكفار ، فإنهم هم المخلدون.
[٤٧] (وَما كانَ لَهُمْ) أي للظالمين (مِنْ أَوْلِياءَ) جمع ولي ، أي أصدقاء وأحباء (يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) أي من عذاب الله ، بأن يدفعوا عنهم عذابه ونكاله ، أو أن «من دون الله» متعلق ب «أولياء» أي لا ولي غير الله ، ينصر (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) بأن يتركه وشأنه ، بعد أن أراه الطريق ، فلم يهتد (فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ) يوصله إلى المقصد ، وهو السعادة ، إذ السبيل الوحيد ، هو سبيل الله ، فإذا تركه الإنسان ، لم يكن هناك سبيل آخر يوجب النجاة والخلاص.
[٤٨] (اسْتَجِيبُوا) أيها الناس ، ولعل الإتيان من باب «الاستفعال» لفرض بيان أن الإجابة يلزم أن تكون من القلب بطلب وإرادة ، لا مجرد إجابة لفظية ، وعمل سطحي (لِرَبِّكُمْ) بالإيمان به ، وإطاعة أوامره (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ) هو يوم القيامة (لا مَرَدَّ لَهُ) أي لا رجوع لذلك اليوم ، بأن يتأخر عن موعده ، حتى يجد العصاة فرصة لاستئناف العمل (مِنَ اللهِ) إما بمعنى ، إن الله لا يرده ، أو أنه لا يرد على الله ، بأنه يرده أحد خلافا لإرادة الله (ما لَكُمْ) أيها البشر (مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ) تلجئون إليه ، وتقون أنفسكم بسببه عن عذاب ذلك اليوم (وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) أي منكر ينصركم ، أو إنكار : بمعنى أنكم لا تقدرون على الاستنكار