وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٢) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا
____________________________________
[١٣] (وَأَطِيعُوا اللهَ) أيها البشر في ما أمركم (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) فيما أتاكم به (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أي أعرضتم عن الإطاعة (فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) أي أن يبلغكم بلاغا ظاهرا ، وقد بلّغ فليس عليه شيء وإنما يرجع وبال العاقبة إليكم حيث أعرضتم بعد البلاغ.
[١٤] (اللهُ) الذي تدعون إلى الإيمان به هو الذي (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا شريك له ولا نظير (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) بأن يكلوا أمورهم إليه ، ويعتمدوا عليه.
[١٥] وإذ دعا السياق الناس إلى الإيمان ، جاء ليبين بعض أعداء المؤمن الذين يثنونه عن الإيمان ليتخذ منهم حذره (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ) أي نسائكم (وَأَوْلادِكُمْ) أي بعضهم ، ولذا جيء ب «من» (عَدُوًّا لَكُمْ) لأنكم مؤمنون وهم كافرون أو منافقون (فَاحْذَرُوهُمْ) أن لا يصدوكم عن الحق والهدى (وَ) إذا آذوكم بسبب إيمانكم ف (إِنْ تَعْفُوا) عنهم دون الانتقام (وَتَصْفَحُوا) وهو أن يعرض الإنسان ويبدي صفحة وجهه أمام المكروه (وَتَغْفِرُوا) بأن تستروا ذنبهم فلا تنتقموا منهم ، وكان للأمر ثلاث مراتب : ستر الذنب ، وعدم المقابلة