يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ (٤٣) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ
____________________________________
إن لهم مثل ما للمؤمنين.
[٤٣] فليأتوا بشركائهم في (يَوْمَ) القيامة الذي تظهر فيه الأهوال والشدائد حتى أنه (يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) فإن الخوف إذا كان شديدا كشف الإنسان عن ساقه ، بأن رفع ثوبه ليكون أسهل في الهرب ، فلا يأخذ فاضل ثوبه رجله ، وهذا كناية عن الهول ـ كما إن «كثير الرماد» كناية الجود (وَيُدْعَوْنَ) هؤلاء الكفار في ذلك اليوم (إِلَى السُّجُودِ) فيقال لهم على سبيل التقريع والتوبيخ «اسجدوا» (فَلا يَسْتَطِيعُونَ) لأن فقار ظهرهم تتداخل وتصلب حتى لا يتمكنون من الانحناء للسجود كما يظهر من الأحاديث.
[٤٤] (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) لا يرفعون نظرهم من الأرض ذلة ومهانة ووجلا (تَرْهَقُهُمْ) أي تغشاهم (ذِلَّةٌ) فإنها تظهر من حركاتهم وسكناتهم ووجناتهم (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ) هؤلاء الكفار ـ في دار الدنيا ـ (إِلَى السُّجُودِ) والخضوع لله سبحانه (وَهُمْ سالِمُونَ) فلا يسجدون ، ولذا جوزوا بتلك الذلة ، وبعدم تمكنهم من السجود يوم القيامة.
[٤٥] (فَذَرْنِي) أي دعني يا رسول الله (وَمَنْ) أي مع الكافر الذي (يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ) أي بحديث التوحيد والرسالة والمعاد وهذا تهديد ، معناه اني سأجازيهم ، كما يقول القائل «دعني وإياه» أي اتركه فإني سوف أحاسبه (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) الاستدراج هو طلب الشيء درجة