مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٦) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤٧)
____________________________________
درجة حتى يصل إلى النهاية المقصودة ، أي نوجب على هؤلاء العقوبة بإعطائهم الحياة والمال حتى يتدرجوا في الكفر والعصيان ، ويستحقوا بذلك أشد العذاب (مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) إنه استدراج إلى العذاب والعقاب ، بل يظنون إنها نعمة وصحة ومال وجاه.
[٤٦] (وَأُمْلِي لَهُمْ) أي أمهلهم ، فإن الإملاء والإمهال بمعنى واحد (إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) أي ما أدبّره لعذاب الأشقياء متين مستحكم لا ينفصم ولا يدخله النقص والخلل.
[٤٧] ثم عطف على قوله (أَمْ لَكُمْ كِتابٌ) قوله : (أَمْ تَسْئَلُهُمْ) أي تسأل يا رسول الله من هؤلاء الكفار (أَجْراً) على أداء الرسالة والدعاء إلى الإسلام (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ) أي من لزوم تلك الغرامة ، والمال الذي تطلبه منهم (مُثْقَلُونَ) قد أثقلهم ذلك المطلوب ، ولذا يريدون الفرار من تلك الغرامة ، فعدم إيمانهم هل لأنهم يقولون لا فائدة في الإيمان ، لأنهم مطمئنون ، من كتاب قرءوه أنهم في الجنان مثل المسلمين ـ أم لأنهم يعرفون الفائدة في الإيمان ، وأن الجنة تتوقف عليه ، ولكن في الإيمان غرامة وهم يفرون من تلك الغرامة؟
[٤٨] (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ) أي أن الوحي ينزل عليهم بأن ما هم فيه من الكفر والعصيان هو الصحيح (فَهُمْ يَكْتُبُونَ) ذلك الغيب ويعملون به ، ولذا لا يرضخون للإسلام ، لأن عندهم مثل ما عندك من الوحي والكتاب؟