وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (٣٥) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (٣٧) فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (٣٨) وَما لا تُبْصِرُونَ (٣٩)
____________________________________
[٣٥] (وَلا يَحُضُ) أي لا يحث الناس ـ من باب الأمر بالمعروف ـ أو هو كناية عن منعه بنفسه ، لأن المانع لا يحث ، فأتى بالمسبب وأريد السبب (عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) أي إطعام الفقراء ، الذين يجب الحض على إطعامهم لأنهم في معرض الهلكة.
[٣٦] (فَلَيْسَ لَهُ) هذا الكافر (الْيَوْمَ) أي في يوم القيامة (هاهُنا) في المحشر (حَمِيمٌ) صديق ينفعه.
[٣٧] (وَلا) له (طَعامٌ) يأكله (إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) وهو صديد قيح أهل النار ، أي غسالتهم.
[٣٨] (لا يَأْكُلُهُ) أي لا يأكل الغسلين (إِلَّا الْخاطِؤُنَ) الذين اخطأوا في الدنيا بالكفر والعصيان.
[٣٩] وبعد استعراض أحوال المؤمنين والكافرين في الآخرة يأتي السياق ، ليستدل على الرسالة وينفي مزاعم القوم حول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ) أيها البشر.
[٤٠] (وَ) ب (ما لا تُبْصِرُونَ) أي بالمشاهدات والمغيبات ، والإتيان ب «لا» للطيفة ، هي الحلف ، وإفادة أن الحلف لعظيم ، فإذا أردت أن تحلف ، وأردت أن تبين أن الحلف عظيم تقول «لا أقسم بحياتك إن الأمر كذا» فأنت لم تحلف مع الإلماع إلى الحلف ، وعلى هذا ف «لا» للنفي ، لا أنها زائدة.