فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (٥) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (٦) وَنَراهُ قَرِيباً (٧) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (٨) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (٩) وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ
____________________________________
ويحتمل في العبارة معنى آخر ، وهو أن العروج إلى محل تشريفاته إنما هو في يوم القيامة الذي مقداره خمسين ألف سنة ، فهو إما لبيان مقدار بعد محل التشريفات عن الأرض وإما لبيان مقدار ذلك اليوم ، وفي الأحاديث كلا المعنيين.
[٦] (فَاصْبِرْ) يا رسول الله (صَبْراً جَمِيلاً) لا جزع فيه ولا شكوى مما تقاسيه من الأتعاب وتكذيب الكفار.
[٧] (إِنَّهُمْ) أي الكفار (يَرَوْنَهُ) أي ذلك اليوم وهو يوم القيامة ـ بناء على المعنى الثاني ـ أو العذاب (بَعِيداً) ولذا يعملون بالكفر والمعاصي.
[٨] (وَنَراهُ) أي نعلمه نحن (قَرِيباً) فإن كل آت قريب ، وإن طال الأمد في مقاييس الناس.
[٩] ثم بين السياق وقت العذاب ، أو وقت ذلك اليوم (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) أي الصفر المذاب ، وكأنه للصب على الناس المجرمين.
[١٠] (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ) كالصوف المنفوش ، فإنها تطير في الجو هباء ، كما يطير الصوف.
[١١] (وَلا يَسْئَلُ) في ذلك اليوم (حَمِيمٌ) أي صديق (حَمِيماً) أي عن صديقه لشغل كل إنسان بنفسه.
[١٢] (يُبَصَّرُونَهُمْ) أي يرى بعض الأصدقاء بعضا ولكن لا يسألون عنهم