يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤) كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦)
____________________________________
كيف أنتم؟ والفعل مجهول من باب التفعيل ، كأنه يحصل منهم الإبصار قهرا ، إشارة إلى أنهم لا يريدون أن يبصروا أصدقاءهم ، وإنما تقع عينهم عليهم بدون إرادة (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ) أي يتمنى ويحب العاصي (لَوْ يَفْتَدِي) أي يعطي الفدية عن نفسه لينجيها (مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ) أي يوم القيامة (بِبَنِيهِ) بأن يدفع عوضه أولاده الذين هم أعز الناس عنده فينزل بهم العذاب دونه.
[١٣] (وَ) ب (صاحِبَتِهِ) أي يعطي زوجته للعذاب لينجو بنفسه (وَ) ب (أَخِيهِ) حتى ينجو.
[١٤] (وَ) يفتدي ب (فَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ) أي عشيرته ـ التي انفصل منهم بالولادة ـ التي كانت تؤوي ، أي تعطي المأوى لهذا الإنسان في الشدائد.
[١٥] (وَ) يفتدي ب (مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) أي يعطي بدله جميع الخلائق (ثُمَّ يُنْجِيهِ) ذلك الفداء عن العذاب.
[١٦] وهل يفيد الفداء ـ ولو فرضنا أنه تمكن من كل ذلك ـ؟ (كَلَّا) لا ينجيه شيء ولا يفيده الفداء (إِنَّها) أي نار جهنم (لَظى) أي لهب خالص ، والمعنى للمجرم اللهب فلا يفيده الفداء.
[١٧] في حال كونها (نَزَّاعَةً لِلشَّوى) أي تنزع كثير الأطراف فلا تترك جلدا ولا لحما. «وشوى» الأكارع والأطراف ، وتسميتها بالشوى لأنها