كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (٤٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٤١) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا
____________________________________
فما هذا الطمع السخيف بعد كفرهم وعنادهم؟ فكأنهم إذا أبغضوا الرسول ونظروا إليه نظرا شزرا توقعوا بذلك نيل رضى الله سبحانه ودخول جنته.
[٤٠] (كَلَّا) لا يدخلون الجنة ، ف (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) من نطفة قذرة ، وهل من أصله نطفة صالح لدخول الجنة بدون الإيمان والعمل الصالح؟ فإن الشيء إما بأصله أو بعمله ، وهؤلاء أصلهم نطفة قذرة ، وعملهم كفر وعصيان ، فلا صلوح لهم لدخول الجنان.
[٤١] (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) «لا» للنفي ، وهذا إلماع إلى حلف ، في صورة عدم الحلف ـ كما سبق ـ والمشارق باعتبار شروق الشمس في كل يوم من نقطة من الفلك ، وكذا المغارب بالنسبة إلى غروبها (إِنَّا لَقادِرُونَ).
[٤٢] (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ) أي أن نهلكهم ونأتي بدلهم خيرا منهم أناسا يؤمنون ولا يعصون (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) بأن يسبقنا الكفار في الهرب ، حتى نبقى وراءهم لا نلحق بهم فلا نتمكن من تعذيبهم كالحاكم الذي يبقى ويهرب منه المجرم فلا يتمكن من إنزال العقوبة به.
[٤٣] (فَذَرْهُمْ) أي دع يا رسول الله هؤلاء الكفار (يَخُوضُوا) في باطلهم ، وأصل الخوض الارتماس في الماء ، وشبه به الإنسان الذي