ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ (١٤) وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ
____________________________________
ظُهُورِهِ) أي ظهور ما جعل لكم من الفلك والأنعام ، ويسمى محل الركوب ظهرا ، باعتبار باطن السفينة والحيوان ، الذي هو داخل فيهما لا يمكن ولوجه أو الاستقرار فيه (ثُمَّ تَذْكُرُوا) أي تتذكروا ويأتي إلى ذهنكم (نِعْمَةَ رَبِّكُمْ) التي أنعم عليكم (إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ) فتشكروه على تلك النعمة (وَتَقُولُوا) في ذكركم (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا) أي أنزهه عن المثل والشريك والقبائح ، «هذا» يعني المركب سفينة كانت أم حيوانا (وَما كُنَّا لَهُ) أي لهذا المركب (مُقْرِنِينَ) أي مطيقين مقارين له ، فلو لا تسخير الله إياه لنا ، لم نتمكن من ركوبه ، فإن الإقران الإطاقة يقال أقرنت لهذا البعير أي أطقته.
[١٥] (وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) أي راجعون ، من انقلب ، بمعنى تغيّر حاله من حال إلى حال ، وهذا من باب تذكر الجنازة وسفر الآخرة ، من المركب وسفر الدنيا ـ وذلك من تتمة الدعاء الذي يقال عند ركوب المركب ـ.
[١٦] (وَ) بعد هذه الآيات الكونية (جَعَلُوا) أي جعل الكفار (لَهُ) تعالى (مِنْ عِبادِهِ) وهم الملائكة والمسيح وعزيز (جُزْءاً) فقالوا إنهم أولاد الله ، فإن الولد جزء من الوالد ، لأنه خلق من دمه السائل في عروقه (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) أي كثير الكفر ، فيكفر بالله تعالى في كل أمر.