لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١١) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (١٢) لِتَسْتَوُوا عَلى
____________________________________
ليتمكن الإنسان من السير والسفر (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) إلى خالقكم حيث ترون هذه الآثار الباهرة الدالة على عالم قدير حكيم.
[١٢] (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) أي المطر ، والمراد بالسماء جهة العلو (بِقَدَرٍ) فليس المطر ـ على ما يزعمه الغافل ـ يكون بكثرة لا قدر لها ، فإن الله قد حسب ذلك حسابا دقيقا ، وأنزله بقدر الحاجة لا زائدا ولا ناقصا (فَأَنْشَرْنا بِهِ) أي أحيينا بسبب المطر (بَلْدَةً مَيْتاً) أي جافة يابسة لا حركة فيها ، كالميت الذي لا حراك له ، والإحياء إنما هو بإخراج النبات والثمار ، والمراد أرض البلدة التي في أطرافها ، وإنما أضيف الإحياء إليها لأنها المنتفعة بالمطر (كَذلِكَ) أي رأيتم من إحياء الأرض بعد موتها (تُخْرَجُونَ) أنتم من القبور بعد الموت للنشر والقيامة.
[١٣] (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) أي الذكر والأنثى من الإنسان والحيوان والنبات والمعدن وغيرها ، أو المراد بالأزواج الأصناف (وَجَعَلَ لَكُمْ) أي لمنافعكم (مِنَ الْفُلْكِ) أي السفن (وَالْأَنْعامِ) الإبل (ما تَرْكَبُونَ) عليه في البحر والبر ، وإنما قال من «الفلك» لأن بعض السفن ليست صالحة للركوب كما أن بعض الأنعام كالغنم مثلا كذلك.
[١٤] (لِتَسْتَوُوا) أي تركبوا باستواء بلا صعوبة التمايل والانحراف (عَلى