يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (٨) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً (٩)
____________________________________
[٨] ثم وصف عباد الله بقوله : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) أي كانوا في الدنيا بحيث إذا نذروا نذرا وفوا به ولم يغشّوا ، والنذر هو أن يلتزم الإنسان على نفسه خيرا لأجله سبحانه ، كأن ينذر الصيام أو الصدقة أو ما أشبه (وَيَخافُونَ يَوْماً) أي من أهوال ذلك اليوم ، وهو يوم القيامة (كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) أي منتشرا في كل جهة ، حتى يشمل كل كافر وآثم ، وليس كشرور الدنيا التي تكون خاصة بأرض أو إنسان أو محل.
[٩] (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) أي لأجل الله سبحانه ، وعلى حبه تعالى ، أو بمعنى على أنهم يحبون الطعام لجوعهم (مِسْكِيناً) وهو الفقير الذي أسكن الفقر حركاته ، فإن الغني يتحرك هنا وهناك أما الفقير فإنه يسكن لعدم مال له يصرفه في أموره (وَيَتِيماً) وهو الطفل الذي مات أبوه ، أو أبواه ، وقد يطلق على من ماتت أمه (وَأَسِيراً) الذي أسر في الحرب ، وقد كان أهل البيت عليهمالسلام وفوا بالنذر وأطعموا الثلاثة ـ كما تقدم ـ.
[١٠] وقصدهم حين الإطعام هو (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ) أيها الفقراء (لِوَجْهِ اللهِ) أي لذاته سبحانه وإنما جيء ب «الوجه» كناية عن الاتجاه والقصد ، تشبيها بوجه الإنسان الذي يتوجه الإنسان إليه حين طلب مرضاته (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ) أيها الفقراء (جَزاءً) لنا ، كأن تعملوا بعض أعمالنا جزاء تصدقنا لكم (وَلا شُكُوراً) بأن تشكروننا ولو باللسان ـ وإنما الصدقة خالصة لله سبحانه ، للتقرب من رضوانه ـ.