وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (٤) إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦)
____________________________________
وهي قطعات الحديد المتداخلة ، وهي غير منصرفة ، لأنها على وزن «مفاعل» (وَأَغْلالاً) جمع غل لأن يقيدوا بها (وَسَعِيراً) أي نارا مستعرة ، أي ذات لهب واتقاد ، والمراد تهيؤ ذلك لهم في الآخرة.
[٦] (إِنَّ الْأَبْرارَ) جمع برّ وهو المؤمن الصالح (يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ) وهي القدح التي تكون فيه الخمر ، أو سائر أقسام المشروبات ولعل تقديم الشراب لمناسبته مع ما تقدم من «السعير» الموجبة لطلب الإنسان الماء ـ مناسبة الضد للضد ـ (كانَ مِزاجُها) أي ما يمزج بشرابها (كافُوراً) لبرودته وعذوبته وطيب عرفه ، وإتيان الضمير مؤنثا لأن الكأس مؤنث سماعي.
وقد كانت العرب تمزج الخمر بالكافور حينا وبالزنجبيل حينا ، ولذا ذكروا أن خمر الجنة كذلك ، تماشيا مع مداركهم ، وإن كان هناك ما لا يشبه أطعمة الدنيا وأشربتها ، لذة وفضلا.
[٧] (عَيْناً) أي أن تلك الكأس تملأ من عين ، وكأنها منصوبة على تقدير الفعل ، أي نبشركم أو نهنئكم (يَشْرَبُ بِها) أي منها ـ والإتيان بالباء لنكتة بلاغية ـ (عِبادُ اللهِ) الذين عبدوا الله وأطاعوه حق طاعته (يُفَجِّرُونَها) أي يجرونها ويخرجونها حيث شاؤوا من منازلهم وقصورهم (تَفْجِيراً) ومن المتعة أن يكون المنزل بحيث يمكن تفجير العين فيه ، فإنه تلهي وتلذذ.