هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (١) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (٢) إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (٣) إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ
____________________________________
[٢] (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) استفهام للتقرير حتى يقر الإنسان بهذه الحقيقة ، فيرتب عليه أنه إذا لم يكن ثم كان ، كان مكوّنه قادرا على أن يعيده بعد أن يفنى ويهلك (حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) أي زمان طويل من الأزمنة السالفة (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) أي شيئا يذكر ، بأن كان معدوما لا أثر له؟ والجواب : أنه نعم كان كذلك ، وهل لأحد أن ينكر هذه الحقيقة.
[٣] (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ) هي المني (أَمْشاجٍ) جمع «مشيج» من مشجت بمعنى خلطت ، أي النطفة أخلاط مختلفة من ماء الرجل وماء المرأة ، ومن الأجزاء المتجمعة من المأكولات المختلفة ، وإنما خلقناه ل (نَبْتَلِيهِ) أي نمتحنه بما نكلفه من الأعمال ، هل يحسن أم يسيء؟ (فَجَعَلْناهُ) أي الإنسان (سَمِيعاً بَصِيراً) يسمع ويبصر ليتم عليه التكليف.
[٤] (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ) أي الطريق إلى الحق ببعث الأنبياء وإرسال الكتب ، ف (إِمَّا) يكون (شاكِراً) لأنعم الله سبحانه بالإيمان والإطاعة ، (وَإِمَّا) يكون (كَفُوراً) كثير الكفر ، فإن كل كافر هو كفور باعتبار مختلف الأزمنة والأحوال.
[٥] (إِنَّا أَعْتَدْنا) أي هيأنا (لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ) لأن يجروا بها جمع سلسلة