جميعا ولم يفطروا إلا بالماء ، فلما كان اليوم الثاني صاموا جميعا ، وأخذت فاطمة عليهاالسلام صاعا فطحنته واختبزته ، ولما كان المغرب قدمته للإفطار فإذا يتيم على الباب يستطعم ، فأعطوه ولم يذوقوا إلا الماء في إفطارهم ، فلما كان اليوم الثالث عمدت فاطمة عليهاالسلام إلى الصاع الثالث فطحنته واختبزته ، ولما كان المغرب وأرادوا أن يفطروا فإذا أسير بالباب يستطعم ، فأعطوه أقراصهم الخمسة ولم يفطروا إلا بالماء ، فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم أتى علي ومعه الحسن والحسين إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبهما ضعف ، فبكى رسول الله مما رأى فيهما من الضعف ، فنزل جبرئيل بسورة «هل أتى» (١).
وفي بعض الأحاديث أن الله سبحانه أنزل عليهم مائدة من السماء (٢). قالوا : ومن غريب أمر هذه السورة أنها وصفت نعيم الجنة كله باستثناء ذكر «الحور» تكريما لفاطمة عليهاالسلام.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (١)
[١] (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ابتداء باسم الإله الذي هو أول كل شيء ، فمن حسن الابتداء أن يبدأ باسمه الكريم في كل أمر ، الرحمن الرحيم الذي يتفضل بالرحم لكل ناقص ، فيكمل نقصه ومن تكميل النقص غفران الزلل حتى يكون الإنسان وكأنه لم يذنب.
__________________
(١) تأويل الآيات الظاهرة : ص ٧٢٤.
(٢) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : ج ١ ص ١٠٧.