وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (١٤) وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (١٥) قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (١٦) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها
____________________________________
وبالعكس ، و «دانية» حال عطف على «متكئين» (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها) جمع قطف وهو الثمرة (تَذْلِيلاً) أي سهلت أخذ ثمارها باليد ، لقربها ونضجها فتقطف بسرعة.
[١٦] (وَيُطافُ عَلَيْهِمْ) والطائف هم الوالدان المخلدون (بِآنِيَةٍ) أي ظرف كأنها الإبريق ونحوه مما فيه الماء (مِنْ فِضَّةٍ) لعل فيها الشراب (وَأَكْوابٍ) جمع كوب ، وهو القدح الصغير ، وذلك لصب الشراب من الآنية في الأكواب لتناول الناس الأبرار (كانَتْ) تلك الأكواب (قَوارِيرَا) أي زجاجات.
[١٧] (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) فهي من زجاجة بلون الفضة لتجمع بين اللذتين في المشاهدة.
قال الصادق عليهالسلام : ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ الزجاج
(١). أقول : فهي جامعة بين صفاء الزجاجة وشفيفها وبياض الفضة ولينها (قَدَّرُوها) أي قدروا تلك الأكواب (تَقْدِيراً) كأنها صنعت ب «الماكنة» في توحيد أشكالها ومزاياها ، لا كالأواني المصنوعة باليد التي يراها الإنسان مختلفة تنبو عنها العين لاختلافها.
[١٨] (وَيُسْقَوْنَ فِيها) أي في الجنة ، والفاعل هم الأبرار المقدم ذكرهم (كَأْساً) أي شرابا في الكأس ـ بعلاقة الحال والمحل ـ (كانَ مِزاجُها)
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٨ ص ١١١.