زَنْجَبِيلاً (١٧) عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (١٨) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (١٩) وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (٢٠) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ
____________________________________
أي مزج بشرابها (زَنْجَبِيلاً) أي ما يشبه الزنجبيل في الطعم وهو عقار معروف كانوا يخلطونه بالشراب ـ كما تقدم ـ.
[١٩] (عَيْناً) بدل من زنجيل ، أو منصوب على تقدير الفعل كما ذكر سابقا (فِيها) أي في الجنة (تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً) فالشراب الممزوج بالزنجبيل يؤخذ من تلك العين ، وسميت «سلسبيلا» لسيلانه في الأنهار عذبا صافيا رقراقا ، أو لأنه سائغ في الخلق لصفائه وخفته ، فلا يتوهم أن الزنجبيل يوجب لذعا وحرقة.
[٢٠] (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) معنى الطواف هو الذهاب من عند هذا إلى ذاك إلى ذلك ، وهكذا حتى يرجع إلى الأول ، و «الولدان» جمع ولد ، ومعنى مخلدون باقون في الجنة إلى الأبد ، وهم قسيم للحور ، فهم أولاد وتلكم بنات (إِذا رَأَيْتَهُمْ) أيها الإنسان (حَسِبْتَهُمْ) أي ظننتهم (لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً) لصفاء ألوانهم وبريقها ، وتفرقهم هنا وهناك يشبههم باللؤلؤ غير المنظوم ، لانتشارهم في الخدمة.
[٢١] (وَإِذا رَأَيْتَ) يا رسول الله ، أو أيها الرائي (ثَمَ) أي الجنة ، فإن ثم بمعنى هنا لك (رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) أي وسيعا ، فإنه يعطي لأقل أهل الجنة منزلة من القصور والجنان ما يكفي لأن يضيف الثقلين في ضيافة واحدة.
[٢٢] (عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ) أي يعلوهم ، والمراد يلبسون ثيابا