عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (٢) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦)
____________________________________
[٢] (عَبَسَ) عثمان بن عفان ، أي قطّب وجهه (وَتَوَلَّى) أي أعرض.
[٣] (أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) أي بسبب أن جاءه شخص أعمى. قالوا وكان الأعمى ابن أم مكتوم.
[٤] ثم أخذ السياق لتأنيب عثمان بما فعله موجها الخطاب معه ، كما هو دأب القرآن في توجيه الخطاب إلى الناس ، نحو (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً) (١) (وَما يُدْرِيكَ) أيها العابس (لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) أي لعل الأعمى يتطهر بالعمل الصالح؟ فيكون الإعراض عنه إثما ، حيث إنه إعراض عن الزاكي الطاهر.
[٥] (أَوْ يَذَّكَّرُ) أي يتذكر بسبب الوعظ والإرشاد ، أصله «تذكر» ثم أدغمت التاء في الذال لقرب مخرجهما ، فجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن (فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى)؟ والفرق بين الآيتين أن الأولى «زكاة» من نفسه ، والثانية «زكاة» بواسطة التذكير.
[٦] (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى) أي كان غنيا بالمال ، والإتيان من باب الاستفعال ، من جهة أن الشخص يطلب الغنى.
[٧] (فَأَنْتَ) يا عابس (لَهُ تَصَدَّى) أي تتعرض ، أصله «تتصدى» حذفت إحدى تائيه على القاعدة ، أي تقبل عليه وتحاوره.
__________________
(١) النازعات : ٢٨.