بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرامٍ بَرَرَةٍ (١٦) قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (١٧) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠)
____________________________________
[١٦] (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) أي إن تلك الصحف إنما هي بأيدي الملائكة الكرام ، فإن «سفرة» جمع «سافر» وهو الكاتب ، أو السفير.
[١٧] (كِرامٍ) جمع كريم ، أي ذوي مقامات رفيعة (بَرَرَةٍ) جمع «بارّ» ، وهو المحسن.
[١٨] ثم يأتي السياق ليتعجب من الكافر كيف يكفر بهذا الكتاب العظيم ، المنزل من عند الله سبحانه الذي هو الخالق وبيده أزمّة كل شيء (قُتِلَ الْإِنْسانُ) دعاء عليه ، أي اللهم أقتله ، والمراد به الجنس المنحرف بدلالة القرائن الآتية (ما أَكْفَرَهُ)؟ تعجب من كفره وضلاله بعد وضوح الحجة وتمام المحجة.
[١٩] (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) الله تعالى؟ أي ألا ينظر إلى أصل خلقه كيف خلقه تعالى من ماء مهين ، حتى جعله إنسانا بهذه الغرابة في الدقة والأجهزة والآلات؟
[٢٠] (مِنْ نُطْفَةٍ) أي قطرة من المني (خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) أي قدر مزاياه وخصوصياته من حواسه ومشاعره وآلاته وأجهزته وكمه وكيفه وطوله وعرضه وغير ذلك.
[٢١] (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) أي يسر وسهل له سبيل الحياة ، بأن هيأ له الأسباب والوسائل وأرشده إلى خيره وسعادته ، والأصل يسر له السبيل ثم حذف الجر ـ على قاعدة القطع والتوصيل ـ.