ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (٢٢) كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (٢٣) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨)
____________________________________
[٢٢] (ثُمَ) بعد أن انتهى أمده في الحياة (أَماتَهُ) بأن قبض روحه (فَأَقْبَرَهُ) أي أدخله القبر ، وهو المحل الذي يشتمل على جسمه بعد الموت ، وإن كان البحر أو نحوه ، أو من باب الغلبة.
[٢٣] (ثُمَّ إِذا شاءَ) وأراد سبحانه قيام القيامة (أَنْشَرَهُ) أي بعثه حيا سويا.
[٢٤] فهل تراه تهيأ للنشور واستعد لذلك اليوم العظيم بالإيمان والعمل الصالح؟ (كَلَّا) إنه في غفلة وسبات و (لَمَّا يَقْضِ) أي لم يأت بعد ب (ما أَمَرَهُ) الله سبحانه من الإيمان والعمل الصالح.
[٢٥] ثم يأتي السياق لتذكير الإنسان بجملة من الآيات الكونية تدليلا على وجوده سبحانه بالآيات الآفاقية بعد أن ذكره الآيات الأنفسية (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ) الذي يأكله ، ليتذكر أصل الخلقة ، ومن خلقها ، ليرعوي عن غيّه وضلاله.
[٢٦] (أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ) المطر من السماء (صَبًّا) أي إنزالا.
[٢٧] (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ) بإخراج النبات منها (شَقًّا) حتى أن النبات الضعيف خرج من الأرض الصلبة.
[٢٨] (فَأَنْبَتْنا فِيها) أي في الأرض (حَبًّا) أي جنس الحبوب من الحنطة والشعير وأمثالهما.
[٢٩] (وَ) أنبتنا فيها (عِنَباً) خص بالذكر لكثرته ولذته وعظم فائدته (وَقَضْباً) وهو القت الرطب الذي يقضب ويقطع مرة بعد أخرى لعلف الدواب.