فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩)
____________________________________
التي عملتها في دار الدنيا من خير وشر وسعادة وشقاء والتي أحضرتها ليوم القيامة ، فإنها تعرف بأعمالها لتجازى عليها.
[١٦] ثم جاء السياق لتثبيت أمر الرسالة وبيان أن القرآن ليس كلام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ كما يزعم الكفار ـ (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) قد سبق أن «لا» للنفي ، وإنما يؤتى بها لنكتة هي إرادة تعظيم القسم والإشعار به مع عدم الحلف واقعا. كما تقوم لرجل عظيم «لا أقسم بحياتك لكن الأمر كذا». و «الخنس» جمع الخانس ، وهو الذي يستتر ويرجع ، والمراد بها الكواكب ، أي لا أقسم بالكواكب التي تستتر عند مغيبها في المغرب ، أو لضياء النهار.
[١٧] (الْجَوارِ) جمع جارية ، لأن الكواكب تجري وتسير في السماء (الْكُنَّسِ) جمع «كانس» وهو الذي يستتر في محله ، كالضبي الذي يأوى إلى كناسه أي منزله ، وكأن المعنى لا أقسم بالكواكب السيارة التي ترجع في دورتها الفلكية وتجري وتختفي في أماكنها ، فإن أول الليل يرى الإنسان الكواكب رجعت عن مغيبها ، ثم يرى جريانها ثم اختفاءها عند المغرب أو عند إضاءة الصباح.
[١٨] (وَ) قسما ب (اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) أي أقبل ، أو بمعنى أدبر.
[١٩] (وَ) قسما ب (الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) أي أسفر وأضاء.
[٢٠] ثم جاء متعلق الحلف بقوله : (إِنَّهُ) أي إن هذا القرآن (لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) المراد به جبرئيل عليهالسلام ، في مقابل أن يكون من مخترعات