فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٩)
____________________________________
باللعن ، كسائر الكهانات التي هي أقوال الشياطين تلقى على الكهنة.
[٢٧] (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) أيها الكفار؟ وكيف لا تؤمنون والقرآن شاهد صدق على نفسه ، بأنه ليس كلام مجنون ، ولا كلام شيطان ، ولا ما زيد فيه أو نقص لبخل الرسول بإعطاء الوحي كاملا ، فإنه من طرف المنزل ، وهو الله ، ومن طرف المنزل إليه وهو الرسول ، أحسن كتاب للهداية.
[٢٨] (إِنْ هُوَ) أي ليس القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) أي لجميع الأجيال والعوالم ، عالم الإنس وعالم الجن ، يذكرهم بما أودع في فطرتهم من الأمور المرتبطة بالألوهية والرسالة والمعاد ، والأخلاق وما أشبه ذلك.
[٢٩] (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ) أيها المكلفون (أَنْ يَسْتَقِيمَ) في عقيدته وعمله ، بأن لا ينحرف يمينا أو شمالا ، وإنما خصهم لأنهم المنتفعون بالذكر ، كما تقول «هذا معلم لمن شاء أن يتلمذ عنده» تعني أن المريد هو المستفيد منه ، وإن كان هو مستعد لتعليم كل فرد.
[٣٠] (وَما تَشاؤُنَ) أنتم الاستقامة (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) فإن الإنسان لا يتمكن على الاهتداء إلا بعد مشيئة الله بنصب الأدلة وقد شاء سبحانه ذلك ، وأرسل الرسول ، وأنزل الكتاب ، فلم يبق إلا مشيئة البشر أن يقبلوا الهدى ويتبعوا السبيل. وفي هذا تحريض العباد على المشيئة إذ الله رب العالمين قد شاء ، فهل يحق للبشر أن لا يشاء؟