ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (١٦) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (١٧) كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (١٩) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٢٠) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (٢١)
____________________________________
تقول «حجبني فلان عن الملك» أي منع لطفه عني.
[١٧] (ثُمَّ إِنَّهُمْ) بعد أن حجبوا عن فضل الله ولطفه (لَصالُوا الْجَحِيمِ) أي داخلون فيها ملازمون لها.
[١٨] (ثُمَّ يُقالُ) لهم بعد أن دخلوا الجحيم على وجه التقريع والتوبيخ (هذَا الَّذِي) ذقتموه من العذاب والنكال (كُنْتُمْ بِهِ) في الدنيا (تُكَذِّبُونَ) وتقولون : لا جنة ، ولا نار ، ولا حساب ، ولا جزاء.
[١٩] (كَلَّا) ليس الأمر كما زعمتم من أنكم أهل كرامة الله ، إن الكرامة ليست لكم ، وإنما هي للأبرار (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ) أي الكتاب الذي أدرج فيه أسماؤهم وعين فيه مقاماتهم ، و «أبرار» جمع برّ وهو المحسن عقيدة وعملا (لَفِي عِلِّيِّينَ) أي مراتب عالية ، فإنهم مكتوبون في سجلهم أن مقامهم هناك.
[٢٠] ثم جاء السياق لتعظيم مقامهم بقوله : (وَما أَدْراكَ) أيها الإنسان ، أو يا رسول الله (ما) هي (عِلِّيُّونَ)؟
[٢١] إنه (كِتابٌ مَرْقُومٌ) قد رقم وسجل فلا يمحى عنه أسماء الأبرار.
[٢٢] (يَشْهَدُهُ) أي يعرفه ويعلم مزاياه (الْمُقَرَّبُونَ) أي الملائكة المقربون ، وفي ذلك كرامة أخرى للأبرار ، لأن الإنسان يجب أن يطلع الناس وغيرهم على أعماله الحسنة.