وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (٣٥) وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ
____________________________________
الزخرف ، وهو الذهب ، والمعنى أغرقناهم في الذهب والفضة حتى يكون كل شيء لهم منهما (وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ) من الفضة والذهب والدر وسائر أنواع التجمل والزينة (لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) «أن» نافية و «لما» بمعنى إلا ، أي ما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا ، أي الحياة القريبة ، التي يتمتع بها الإنسان في أيام قلائل (وَالْآخِرَةُ) التي (عِنْدَ رَبِّكَ) قربا شرفيا ، لا مكانيا (لِلْمُتَّقِينَ) الذين آمنوا وأطاعوا ، فمن الضروري أن يحصل الإنسان على الآخرة لا على الدنيا الفانية التي لا قيمة لها.
[٣٧] وإذ تبين أن لا قيمة للماديات ، فالكافر لا أهمية له بنظره سبحانه وإن كان ذا رئاسة أو مال ، بل إن مستواه المعنوي لمنحط جدا حتى أنه دائم الملازمة للشيطان الذي يغويه ، فهل مثل هذا صالح للنبوة؟ (وَمَنْ يَعْشُ) أي يعرض ويتعامى (عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ) أصله من «العشو» وهو ضعف البصر ، فكأن الكافر ضعيف البصر ، بالنسبة إلى الشريعة والدين (نُقَيِّضْ) أي نرسل (لَهُ) لذلك الإنسان (شَيْطاناً) يوسوس إليه ويؤذيه ويصده عن الحق (فَهُوَ) أي الشيطان (لَهُ) لذلك الإنسان (قَرِينٌ) أي ملازم ، وذلك لأنه لما أعرض عن الحق خلّى سبحانه بينه وبين الشياطين يفعلون به ما يشاءون ، وهذا معنى «التقييض».
[٣٨] (وَإِنَّهُمْ) أي الشياطين القرناء مع الكفار ، وإنما جيء بالجمع ، لأن المراد ب «شيطانا» الجنس ، لا الواحد (لَيَصُدُّونَهُمْ) أي يمنعون هؤلاء