فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (٤٢) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٣) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (٤٤) وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا
____________________________________
نعذبهم في حياتك (فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) فإنهم لا يتمكنون من الفرار أو الانتصار علينا.
[٤٤] فما عليك يا رسول الله أمر هؤلاء ، وإنما أنت منتدب إلى البلاغ باستمرار سواء قبل الناس أم لم يقبلوا (فَاسْتَمْسِكْ) يا رسول الله أي تمسك بشدة (بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) من القرآن والشريعة (إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يوصل إلى السعادة بأقرب الخطوط.
[٤٥] (وَإِنَّهُ) أي الذي أوحي إليك من القرآن والشريعة (لَذِكْرٌ لَكَ) أي مذكر لك ما أودع في فطرتك من الأصول (وَلِقَوْمِكَ) أي العرب ، أو من بعثت إليهم من جميع البشر ، ولذا كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول «اللهمّ اهد قومي فإنهم لا يعلمون» (١) حين كان يؤذيه الكفار ولو كانوا غير قومه ، ويحتمل أن يكون المراد بالذكر «الشرف» أي أنه شرف باق لكم (وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) عنه يوم القيامة هل عملتم بما في هذا الذكر أم لا؟.
[٤٦] (وَسْئَلْ) يا رسول الله (مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم عليهالسلام ، وهذا مجاز يراد به الفحص عن مقالاتهم ، كما يقال سل الأطباء عن هذا المرض ، أي راجع كتبهم
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١١٧.