وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤٨) وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (٤٩) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ
____________________________________
حيلة العاجز يتخذها وسيلة لإخماد صوت خصمه القوي حيث لا يتمكن من إبطال حجته.
[٤٩] (وَما نُرِيهِمْ) أي ما أريناهم ، وإنما جيء بالمستقبل لأنه حكاية حال ماضية (مِنْ آيَةٍ) أي خارقة من الخوارق التسع (إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) فما ترادف عليهم كان الثاني أكبر من الأول والثالث أكبر من الثاني وهكذا في الباقي أو انه عبارة عرفية لبيان كبر جميع الآيات ، ولذا يقول القائل لي أولاد واحد منهم أحسن من الآخر ـ يريد وصول كل واحد إلى منتهى درجة الحسن ـ (وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ) فقد كانت بعض تلك الآيات عذابا لهم ، كالدم والقمل والضفادع (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) عن كفرهم وضلالهم.
[٥٠] (وَقالُوا) أي قال فرعون وملأه لموسى ، عند ما نزل بهم العذاب (يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا) أي لأجل رفع عذابنا (رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ) فقد عهد الله إلى موسى أنهم إن أرسلوا معك بني إسرائيل بأن أطلقوا سراحهم من السجون والتسخير يكشف العذاب عنهم ، كما سبق في بعض الآيات ، أو أنهم لما ضاق بهم الخناق وعدوا أن يؤمنوا إذا كشف العذاب عنهم (إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ) إلى الإيمان أو إطلاقهم.
[٥١] وعلى أيّ فقد دعا موسى ربه وكشف الله عنهم العذاب (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ) كأن العذاب ستر عليهم ، فإذا رفع ، كشف عنهم