إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (٥٠) وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (٥١) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (٥٢) فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ
____________________________________
ليظهروا من تحته غير معذبين (إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ) أي ينقضون العهد ويبقون على كفرهم ، أو يبقون بني إسرائيل على إسارهم كالسابق.
[٥٢] (وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ) حين رأى أن أمر موسى أخذ في العلو والظهور ، فأراد الحطّ من قدر موسى وإظهار نفسه قويا عظيما لدى أهل مصر ، لئلّا يميلوا إلى موسى فجمعهم وخطبهم (قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ)؟ على نحو الاستفهام التقريري ، أي أن لي هذا الملك الوسيع (وَهذِهِ الْأَنْهارُ) كالنيل ونحوه (تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) أي من تحت أمري وسلطتي ، فلي أرض وماء (أَفَلا تُبْصِرُونَ) هذا الملك العظيم؟.
[٥٣] (أَمْ) تبصرون وتعلمون (أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ)؟ يريد موسى عليهالسلام ، والمراد بالمهين الذليل الحقير ، من هان بمعنى ذل وسهل أمره (وَلا يَكادُ يُبِينُ) أي لا يكاد يفصح بكلامه ، فقد كان موسى عليهالسلام قبل النبوة يعقد لسانه إذا أراد الكلام ، ولذا قال في دعائه (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي) وقد استجاب الله دعاءه فكان فصيحا ، لكن فرعون استغل جهل الناس بذلك ، وأنهم كانوا قد عهدوه قبل النبوة غير مفصح ، ولذا خدعهم بأنه بعد باق على حالته السابقة.
[٥٤] (فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ) أي على موسى (أَسْوِرَةٌ) جمع سوار وهو الحلية