مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (٥٣) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٥٤) فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٥) فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً
____________________________________
التي تلبس في اليد بين المرفق والزند (مِنْ ذَهَبٍ)؟ أي إن كان صادقا فلما ذا لا يلقي عليه ربه مقدارا من الذهب يثري ويغني (أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ) أي متتابعين يعينونه على أمره؟ وإذ لا ذهب يبقى ولا ملائكة معه فهو كاذب ، وأي ربط بين النبوة وإلقاء الأسورة؟ أم أي حاجة إلى نزول الملائكة بعد تلك الآيات؟ وإنما أراد فرعون خداع الجماهير بهذه التلفيقات الباطلة.
[٥٥] (فَاسْتَخَفَ) فرعون (قَوْمَهُ) بأن حسبهم خفيفي العقول يتمكن من إنهاضهم لنصره بمجرد خطاب ومغالطة ، كما هي عادة الطغاة دائما أمام الجماهير (فَأَطاعُوهُ) فيما دعاهم إليه من رفض الإسلام واتباع موسى ، والبقاء على الكفر والعصيان (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) أي خارجين عن طاعة الله تعالى ، ولذا اتبعوا فرعون.
[٥٦] (فَلَمَّا آسَفُونا) أي أغضبونا ببقائهم في الكفر والعناد ، والله سبحانه لا يغضب ـ كما يغضب الإنسان ـ بل المراد وصلوا في كفرهم وعصيانهم إلى حد من شأنه أن يغضب (انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) جزاء كفرهم وإثمهم (فَأَغْرَقْناهُمْ) في البحر (أَجْمَعِينَ) ولم نبق واحدا منهم سالما.
[٥٧] (فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً) أي متقدمين إلى النار وعلى سائر الكفار (وَمَثَلاً)