فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩)
____________________________________
الدارين ، ومن بقي على كفره حرم من خير الدنيا وسعادة الآخرة.
[١٥] (فَأَنْذَرْتُكُمْ) أيها الناس (ناراً تَلَظَّى) أي تتلظى ـ حذفت إحدى تائيه لقاعدة اجتماع التائين على رأس المضارع ـ ومعنى التلظي المتلهب والمتوقد وهذه النار عذابها أشد.
[١٦] (لا يَصْلاها) أي لا يدخلها ملازما لها (إِلَّا الْأَشْقَى) أي الأكثر شقوة ، وهو الكافر ، مقابل العاصي الذي هو أقل شقوة فإنه وإن دخل النار لكنه لا يلازمها.
[١٧] (الَّذِي كَذَّبَ) بآيات الله تعالى ، وكفر به (وَتَوَلَّى) أي أعرض عن الحق.
[١٨] (وَسَيُجَنَّبُهَا) أي سيجنب النار ، ويجعل منها على جانب ، ودخول «السين» لكون القيامة في المستقبل (الْأَتْقَى) أي الأكثر تقوى وهو المؤمن المطيع ، وأما المؤمن غير المطيع فإنه يدخل فيها وإن خرج بعد مدة.
[١٩] (الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ) أي ينفق ماله في سبيل الله تعالى (يَتَزَكَّى) أي يطلب الزكاة والطهارة بإعطاء ماله ، فإن الإنفاق يطهر القلب من الرذائل.
[٢٠] (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) أي لا يعطي الأتقى ماله لأن لأحد عليه إحسانا ، يريد بهذا الإنفاق جزاء ذلك المحسن ، و «من» لنفي