إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (١٢) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (١٣)
____________________________________
صاحب النخلة فقال : تعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة؟ فقال له الرجل : إن لي نخلا كثيرا وما فيه نخلة أعجب إليّ تمرة منها. قال : ثم ذهب الرجل ، فقال رجل كان يسمع الكلام من رسول الله ـ وقيل اسمه أبو دحداح ـ : يا رسول الله أتعطيني ما أعطيت الرجل نخلة في الجنة إن أنا أخذتها؟ قال : نعم.
فذهب الرجل ولقي صاحب النخلة فساومها منه ، فقال له : أشعرت أن محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطاني بها نخلة في الجنة فقلت له يعجبني تمرها وإن لي نخلا كثيرا فما فيه نخلة أعجب إلى تمرة منها. فقال له الآخر أتريد بيعها؟ فقال : لا إلا أن أعطى ما لا أظنه أعطى؟ قال : فما هناك؟ قال : أربعون نخلة ، فقال الرجل : جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة ، ثم سكت عنه ، فقال له : أنا أعطيك أربعين نخلة ، فقال له : اشهد إن كنت صادقا ، فمر إلى أناس ، فدعاهم فأشهد له بأربعين نخلة ، ثم ذهب إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله إن النخلة قد صارت في ملكي ، فهي لك. فذهب رسول الله إلى صاحب الدار ، فقال له : النخلة لك ولعيالك ، فأنزل الله تعالى «والليل» فمن أعطى «أبو دحداح» ومن بخل «صاحب النخلة» (١).
[١٣] (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) أي أن اللازم على الله سبحانه ـ بقاعدة اللطف ـ أن ينصب الأدلة ويرسل الرسل ، أما الاتباع والاهتداء فعلى الناس من شاء اهتدى ومن شاء بقي على ضلاله.
[١٤] (وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى) أي الدنيا ، فمن اهتدى منحناه السعادة في
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٦٠.