وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (١٠) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (١١)
____________________________________
الإسلام سهلت عليه الأمور لما في الإسلام من المناهج السهلة الموجبة للسعادة والرفاه يقال «يسره» إذا سهل عليه ، و «يسرى» مؤنث «أيسر» بمعنى الأسهل.
[٩] (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ) بماله فلم ينفقه في سبيل الله (وَاسْتَغْنى) أي طلب الغنى بجمع المال والبخل من إنفاقه.
[١٠] (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) أي بالكلمة الحسنة ، وهي كلمة الشهادتين أو المراد في الموضعين «العدة الحسنى» وهي الثواب والجنة.
[١١] (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) أي سنهون عليه الطريقة الأعسر وهي طريقة الكفر ، وهذا على سبيل المزاوجة في الكلام ـ من قبيل (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ) (١) ، إذ الله سبحانه لا يسهل على أحد سبيل العسر ، وإنما المراد أنه سبحانه يخلي بينه وبين ما يعمل ـ.
[١٢] (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ) أي لا يفيده ماله الذي بخل به (إِذا تَرَدَّى) أي هلك وسقط في الهاوية.
روي أن رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال وكان الرجل إذا جاء فدخل الدار وصعد النخلة ليأخذ منها التمر فربما سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير ، فينزل الرجل من النخلة حتى يأخذ التمر من أيديهم ، فإن وجدها في فم أحدهم أدخل إصبعه حتى يأخذ التمرة من فيه ، فشكا ذلك الرجل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : اذهب ، ولقي رسول الله
__________________
(١) البقرة : ١٩٥.