وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (١) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (٢) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤) فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧)
____________________________________
[٢] (وَاللَّيْلِ) أي قسما بالليل (إِذا يَغْشى) أي يحيط بظلمته على الأشياء ، وتخصيص بعض الأقسام بأمور خاصة ، من باب التفنن في البلاغة.
[٣] (وَ) قسما ب (النَّهارِ إِذا تَجَلَّى) أي ظهر وبان وأضاء.
[٤] (وَ) قسما ب (ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) «ما» إما موصولة ، أي الذي خلق ، والمراد به الله سبحانه ، وإنما جيء ب «ما» دون «من» لأن «من» في الغالب يستعمل للبشر ونحوهم ، وإما مصدرية أي قسما يخلق الصنفين.
[٥] (إِنَّ سَعْيَكُمْ) أيها الناس ، في الأمور ، وتطلبكم للأشياء (لَشَتَّى) جمع شتيت كمرضى جمع مريض ، أي أنه مختلف ، فمن طالب دنيا ومن طالب آخرة ، والحلف على ذلك باعتبار ما يعقبه من النتائج ، أو لتبديد أوهام الزاعمين بأن السعي ليس إلا للدنيا فحسب ، إذ ليس هناك آخرة.
[٦] (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى) المال في سبيل الله (وَاتَّقى) الكفر والمعاصي.
[٧] (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) أي بالكلمة الحسنى ، وهي الشهادتان ، وحيث إن المقام كان في الإعطاء تقدم ، ثم ذكر التقوى لأنه من أقسام الإعطاء ، ثم جاء دور العقيدة بعد ذين الأمرين.
[٨] (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) أي سنهوّن عليه الطريقة اليسرى ، وهي طريقة الطاعة ، أو نيسره للحياة اليسرى ، أي الأسهل ، فإن من تبع نهج