إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧) وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ
____________________________________
[٤٨] وبمناسبة ما تقدم من أوصافه سبحانه ، وذكر المعاد ، يأتي السياق يؤكد ذلك ، حتى يعرف الناس ، أن ما يعملون ، إنما هو باطلاعه سبحانه ، ثم يجازيهم عنه (إِلَيْهِ) سبحانه (يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) التي هي القيامة ، والمعنى أنه ، إذا سئل عن وقت القيامة ، رد علمه إلى الله ، وقيل الله عالم ، إذ لا يعلمه سواه (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها) أي لا تخرج ثمرة من وعائها وغلافها ، إلا بعلمه سبحانه ، وأكمام جمع كم ، وهو الغلاف ، يقال تكمم الرجل بثوبه إذا تلفف به (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى) إنسانا كان أو حيوانا (وَلا تَضَعُ) مولودها (إِلَّا بِعِلْمِهِ) تعالى ، وحيث إن القيامة عبارة عن ظهور عالم جديد ، ناسب ذلك الإتيان بظهور الثمرة ، وظهور الحمل ، وظهور الولد ، فعلمه سبحانه عامّ لكل شيء (وَ) اذكر يا رسول الله (يَوْمَ يُنادِيهِمْ) أي ينادي الله سبحانه المشركين ، قائلا لهم (أَيْنَ شُرَكائِي) الذين زعمتم أنهم مشتركون معي في صفة الألوهية؟ وهذا الاستفهام للتقريع (قالُوا) أي المشركين (آذَنَّاكَ) أي أعلمناك ، والمعنى نعلمك ونعترف لك بأنه (ما مِنَّا) أي ليس منا جماعة المشركين (مِنْ شَهِيدٍ) يشهد بأن لك شريكا ، يريدون بذلك التبرؤ من أعمالهم الإشراكية.
[٤٩] (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) أي ضاع عنهم الآلهة ، التي