وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨) لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ (٤٩) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ
____________________________________
كانوا يعبدونها قبل يوم القيامة ، في دار الدنيا ، فلم يجدوها في المحشر (وَظَنُّوا) بأنهم (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) أي ملجأ ومهرب وإنما قال ظنوا حكاية عنهم ، فإن الإنسان لا يقر نفسيا بما يؤلمه ، وإن كان في قرارة نفسه يعلم بوصول المكروه إليه ، أو إنهم ظنوا حقيقة لاحتمالهم النجاة.
[٥٠] ثم يأتي السياق ليصف حال الكفار في الدنيا ، بعد أن أرى جانبا من حالهم في الآخرة ، ليبين وجه إصلائهم النار في الآخرة ، إنه لانحرافهم في الدنيا ، فبالإضافة إلى كفرهم ، إنهم منسلخون عن الفضيلة (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ) أي لا يمل ولا يكل (مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) ويطلبه ، فهو يدعو الخير ويطلبه لنفسه دائما أبدا لا قناعة له ولا رضى في نفسه ، مما حصل عليه بقدر الكفاية (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ) مجرد إحساس ، من فقر ومرض وخوف وما أشبه (فَيَؤُسٌ) أي شديد اليأس من الفرج (قَنُوطٌ) من رحمة الله تعالى.
[٥١] (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ) أي أعطينا هذا الإنسان المتصف بتلك الصفة (رَحْمَةً مِنَّا) أي فرجا من كربه ، بالصحة والغنى بعد المرض والفقر ، أو ما أشبه ذلك (مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) أي وصلت إليه (لَيَقُولَنَ) منكرا فضل الله وإحسانه في كشف كربه (هذا) الخير الذي جاءني (لِي) فأنا فاعله ، والآتي به ، عوض أن يشكر ربه ، ويعرف أنه من إحسانه وفضله (وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ) أي القيامة