لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)
____________________________________
[٤] (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) يعني أن الأعمال الصالحة في ليلة القدر خير من العمل الصالح في ألف شهر ـ التي هي أكثر من ثمانين سنة ـ فإن الأزمان إنما تفضل بعضها على بعض بما يقع فيها من الأعمال أو المعنى أن تلك الليلة التي نزل فيها القرآن ، خير من ألف شهر لما حدث فيه من أمر عظيم هو نزول القرآن.
[٥] (تَنَزَّلُ) أصله «تتنزل» حذفت إحدى تائيه على القاعدة ـ كما سبق ـ (الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ) وهو ملك عظيم ، أو جبرئيل عليهالسلام (فِيها) أي في تلك الليلة (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) فإن الله يأذن لهم في النزول على الرسول والإمام لبيان مقدرات العباد في تلك السنة (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) فقد جاء جبرئيل وسائر الملائكة إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في تلك الليلة ومعهم كل أمر مربوط بالأرض من الهداية والإرشاد ، والتنظيم والتقنين والسعادة والخير؟ وكذلك يأتون في كل سنة إلى الإمام الحي بذلك كله.
[٦] (سَلامٌ هِيَ) أي تلك الليلة ، فقد قدر فيها منهاج السّلام العام للعالم ، سلامة الروح عن الأوضار ، وسلامة الجسم عن الأمراض ، وسلامة المجتمع عن المفاسد ، وسلامة العقل عن الخرافة. أو المعنى أن الليلة هي سلام ، بمعنى كونها سالمة عن البلايا والآفات ، فلا يقدر فيها إلا السّلام (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) فإذا طلع الفجر انتهى تنزل الملائكة ، ويتم الأمر ، كما حين طلع الفجر من ليلة نزول القرآن انتهى تنزل الملائكة وقدر الأمر. ومن المستحب الدعاء والضراعة في هذه الليلة ، تذكرا لابتداء الوحي ، وطلبا لأن يقدر فيها الخير ، بالنسبة إلى السنة المقبلة.