وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (٤) وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ
____________________________________
ذات استقامة ، فإن القيمة بمعنى المستمرة في جهة الصواب.
[٥] (وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أي أعطوا الكتاب السماوي (إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) أي الحجة الواضحة ، والمعنى أن أهل الكتاب إنما اختلفوا ـ في أمر الرسول أو أمر دينهم السابق بأن صار لكل فئة مذهب وطريقة ـ بعد أن تمت عليهم الحجة وعرفوا الصواب ، وإنما اختلفوا بغيا وحسدا.
[٦] (وَ) الحال أن الله لم يأمرهم إلا بعبادته واتباع طريقته ، فإنهم (ما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ) وحده في حال كونهم (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي يخلصون الطريقة لله سبحانه ، بلا زيادة أو نقصان ، أو شرك أو انحراف ، في حال كونهم (حُنَفاءَ) جمع حنيف ، أي مائلين عن الأديان الباطلة والطرائق الزائفة ، من «حنف» بمعنى مال (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ) أي يداوموا على إقامة الصّلاة (وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ) أي يعطوها ، والمراد بها إما مطلق الإعطاء ، أو الزكاة المفروضة. فقد فرضت الزكاة في الأديان السابقة ـ (وَذلِكَ) الدين المشتمل على هذه الأمور المذكورة (دِينُ الْقَيِّمَةِ) أي دين الكتب القيمة ـ التي تقدم ذكرها ـ بمعنى أنه الدين المذكور في تلك الكتب.
[٧] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) استمروا على كفرهم فلم يؤمنوا