ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)
____________________________________
[٨] (ثُمَ) بعد كثرة التفكير في الجحيم ورؤيتها بالقلب (لَتَرَوُنَّها) أي الجحيم (عَيْنَ الْيَقِينِ) أي اليقين الذي هو كالمعاينة ، كما قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام «فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون» فأولى المراتب العلم الاستدلالي ، ثم ذوق القلب باليقين الصادق ثم استيلاء اليقين على القلب حتى كأن الإنسان يشاهد الشيء المعلوم.
[٩] (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَ) أيها الناس (يَوْمَئِذٍ) يوم زاد يقينكم حتى صار عين اليقين (عَنِ النَّعِيمِ) فإن الإنسان إذا زاد يقينه أخذ يبحث في أموره حتى لا يكون فيها حرام أو مشتبه ، فيسأل من أين جاء بهذا المال والولد؟ ومن أين له هذا الجاه والمقام؟ أمن حل أو من حرام؟ وما أشبه ذلك ، فهو كالمسؤول الذي تسأله نفسه عن تلك الأمور ، ويحتمل أن يراد كون السؤال هناك في الآخرة ، وكذلك رؤية الجحيم ـ كما في بعض الأحاديث.