أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (٢) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤) كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦)
____________________________________
[٢] (أَلْهاكُمُ) أي أشغلكم عن طاعة الله وعبادته ، أيها الناس (التَّكاثُرُ) بالأموال والأولاد والأمور المرتبطة بالدنيا ، والتفاخر بكثرتها يقال تكاثر إذا تباهي بالكثرة.
[٣] (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) أي ذهبتم إلى القبور لزيارتها ، فإن هناك ينتبه الإنسان إلى فناء الدنيا ، وعدم الفائدة في التباهي والتفاخر بكثرة الأمور المرتبطة بها ، أو المعنى حتى أدركتم الموت ، وكني عن ذلك بزيارة المقابر دلالة على عدم بقاء الإنسان فيها أيضا ، فإنه ينتقل منها إلى الدار الآخرة.
[٤] (كَلَّا) ليس الأمر كما أنتم عليه من التكاثر (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) عاقبة الاشتغال بالدنيا ، والغفلة عن الآخرة ، وهذا تهديد لهم.
[٥] (ثُمَ) لترتب الكلام (كَلَّا) ليس الأمر على ما أنتم عليه (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) كرّر للتكريز والإيحاء بالارتداع عن التكاثر لو خامة عاقبته.
[٦] (كَلَّا) ليس الأمر كما زعمتم (لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) أي علما يقينيا ، بحيث تتيقنون بالآخرة ـ لا علما استدلاليا فقط ـ أي لو تعلمون لعلمتم أن التباهي والتكاثر لا ينبغي ، وإنما الاشتغال بالآخرة هو الأمر اللازم.
[٧] (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) رؤية بالقلوب ، حتى كأنكم تشاهدونها ، فتخافون من الاشتغال عن أمرها ، بما لا فائدة فيه من التباهي والتفاخر.