وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)
____________________________________
[٢] (وَالْعَصْرِ) قسما بالعصر ، أي عصر النبوة ، أو عصر الدهر ، أو عصر الحجة عليهالسلام ، أو العصر مقابل الصبح ، كما حلف سبحانه ب «الضحى» وما أشبه ـ وقد سبق الوجه في هذه الأقسام ـ.
[٣] (إِنَّ الْإِنْسانَ) بطبيعته (لَفِي خُسْرٍ) أي خسارة مستمرة ، إذ يتدرج نحو الفناء ، كما تتدرج أخلاقه في الانحطاط ، فإن الإنسان كلما دخل في الدنيا أكثر ، زاد تكالبه ورذائله ، بالإضافة إلى أن كل ساعة تذهب ولم يعمل الإنسان فيها صالحا كان خاسرا ، إذ ذهب من رأس ماله ـ الذي تمكن به من تحصيل أرقى الدرجات ـ هباء هدرا ، ولو لم يحصل على المعصية في تلك الساعة فرضا.
[٤] (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله وما جاء به (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) التي لا يشوبها السيئات (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) بأن أوصى بعضهم بعضا ، بأن يلازم الحق ويعمل به (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) بأن يصبروا على مكاره الدنيا ، وذلك بالصبر على الطاعة ، والصبر على المعصية ، والصبر في الرزية. وخصص السياق هذين الأمرين ، بعد دخولهما في مطلق الأعمال الصالحة ، لشدة الاحتياج إليهما ، في تلازم العمل الصالح فإنهما عمادان له.