أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)
____________________________________
[٢] (أَلَمْ تَرَ) أي ألم تسمع يا رسول الله ، أو أيها السامع (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ) من العذاب والنكال (بِأَصْحابِ الْفِيلِ) الذين جاؤوا به لهدم الكعبة؟
[٣] (أَلَمْ يَجْعَلْ) الله (كَيْدَهُمْ) الذي كادوا لهدم البيت واحتالوا لإطفاء نور الله (فِي تَضْلِيلٍ) أي في تضييع وإبطال ، فكأن كيدهم عوض أن يهدي إلى مقصدهم أضلهم وأورث هلاكهم ودمارهم.
[٤] (وَأَرْسَلَ) الله (عَلَيْهِمْ طَيْراً) يسمى (أَبابِيلَ) وهو الخطاف أو بمعنى جماعات ، فإن أبابيل في اللغة بمعنى جماعات في تفرقة أي جماعة جماعة.
[٥] (تَرْمِيهِمْ) تلك الأسراب من الطير ـ فإن المراد بالطير الجنس (بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) أي تقذفهم بأحجار صغار صلبة هي من طين متحجر ، وهو معرّب «سنك كل» ، وذلك أشد وأصلب وأوجع إذا أصاب الإنسان.
[٦] (فَجَعَلَهُمْ) أي جعل الله أولئك الأصحاب (كَعَصْفٍ) أي زرع (مَأْكُولٍ) قد أكل ثمره فبقي خاليا خاويا ، فقد كان الحجر إذا أصاب أحدهم ، جعله خاليا ، كأنه تبن بلا حب.