لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)
____________________________________
[٢] (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) من «آلف» نقيض «أوحش» يعني من أجل أن جعل الله الحرم وطرقه آمنا حتى ألف قريش أن يذهب إلى الشام وإلى اليمن ، في أمن ودعة ، بلا استيحاش وخوف.
[٣] (إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ) أي رواحهم في الشتاء إلى اليمين لأجل التجارة (وَالصَّيْفِ) أي رواحهم في الصيف إلى الشام لأجل التجارة ، وهذا توضيح لقوله «لإيلاف قريش».
[٤] (فَلْيَعْبُدُوا) هذا متعلق «لإيلاف» أي ليعبد قريش (رَبَّ هذَا الْبَيْتِ) إله الحرم لأجل ما صنع لهم من الألفة والأمن ، حتى ألفوا السفر في كل سنة بلا خوف ولا وحشة ، فقوله «لإيلاف» متعلق بقوله «فليعبدوا».
[٥] ثم بين بعض أوصافه سبحانه مما تخصهم بقوله : الرب (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ) أي طعم (مِنْ جُوعٍ) بما سبب لهم من الأرزاق في رحلتي الشتاء والصيف (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) بما هيأ لهم حرما آمنا ، لا يلقون فيه إلا الأمن حيث يختطف الناس من حولهم ، ومعنى «من» : بعد ، أي أطعمهم بعد الجوع ، وآمنهم بعد الخوف ، أو بمعنى «من حيث» أي من هاتين الناحيتين ـ وهذا أقرب بالنسبة إلى الموضوع ـ
قال القمي : نزلت في قريش ، لأنه كان معاشهم من الرحلتين رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة في الصيف إلى الشام ، وكانوا يحملون من مكة الأدم واللب وما يقع من ناحية البحر من الفلفل