تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤)
____________________________________
[٢] لقد كان أبو لهب عم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في جملة من يرمي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالحجارة ويؤذيه ، وكانت زوجته أم جميل تحمل الشوك في الليل فتنشره في طريق الرسول ، حتى إذا أراد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الخروج من منزله نغزت الأشواك رجله الكريمة ، فنزلت (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) أي خسرت يداه ، وهذا من جهة أن ما ارتكبه من الإثم كان بيديه ، كما قال الرسول لعروة «بارك الله في صفقة يمينك» حين كان البيع بيده ، و (تَبَ) الثاني تأكيد للأول ، أي خسرت يداه وخسرت.
[٣] (ما أَغْنى عَنْهُ) أي عن أبي لهب (مالُهُ) أي ما نفعه في دفع العذاب عنه (وَما كَسَبَ) أي ما عمل من الكفر والآثام وإيذاء الرسول ، و «ما» موصولة عائدها محذوف ، أي ما كسبها.
[٤] (سَيَصْلى) في الآخرة ، أي يدخل النار ملازما لها (ناراً ذاتَ لَهَبٍ) أي اشتعال وتوقد ، كما كان هو «أبا لهب» ، باعتبار أن وجنتيه محمرتان كأنهما ملتهبتان من شدة البريق.
[٥] (وَامْرَأَتُهُ) أي تبت وخسرت امرأته ، أعني (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) وسميت بهذا الاسم لأنها كانت تحمل الشوك كما تقدم ، ونصب «حمالة» على الذم ، كما قال ابن مالك :
واقطع أو اتبع إن يكن معينا |
|
بدونها أو بعضها اقطع معلنا |