قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥)
____________________________________
[٢] (قُلْ) يا رسول الله (أَعُوذُ) أي أعتصم وأستجير من المكاره (بِرَبِّ الْفَلَقِ) «الفلق» هو الصبح ، وأصله الشق ، لأن الظلمة تنشق عنه.
[٣] (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) أي شر كل ما خلقه الله سبحانه من المؤذيات ، إنسانا كان أو جنا أو حيوانا أو جمادا كالسيل والعواصف.
[٤] (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ) أي الليل ، من «الغسق» بمعنى الظلمة (إِذا وَقَبَ) أي إذا دخل ، فإن كثيرا من الشرور يتوجه إلى الإنسان في الليل وفي ظلامه ، حيث العيون نائمة ، والظلام مخيم.
[٥] (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) جمع «نفاثة» وهي المرأة الساحرة التي تنفث ـ أي تنفخ ـ في الشيء الذي عقد السحر به ، و «عقد» جمع عقدة ، فإن الساحرة تعقد الخيط بقصد عقد حظ أحد ، أو عقده عن زوجته ، ثم تنفث في تلك العقدة بسحرها وأورادها ، والسحر له أثر ، كما ثبت في علم النفس ، ودلت على ذلك التجربة.
[٦] (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) فإن الإنسان إذا حسد غيره أورثه حسده على أن يؤذيه بلسانه ويده ، ولعل معنى إذا حسد : إذا ظهر حسده ، وعمل بمقتضاه.