سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٨٢) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٨٣) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٨٤)
____________________________________
الرسول حيث إنه أعرف الناس بالله وشؤونه لا بد وأن يكون أسرع الناس إلى عبادة ولد الله ، لا يخفى ان الجملة الشرطية لا تنافي استحالة الطرفين ـ كما ذكروا ـ.
[٨٣] (سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي أنزه الله تنزيها عن هذا القول ، فسبحان مصدر منصوب بفعل مقدر أي أسبح سبحان (رَبِّ الْعَرْشِ) جيء بهذا الوصف للدلالة على عظم مقامه سبحانه فكيف يمكن أن يتخذ ولدا (عَمَّا يَصِفُونَ) أي يصف هؤلاء المشركون الله سبحانه به فيقولون «له ولد».
[٨٤] (فَذَرْهُمْ) أي دعهم يا رسول الله (يَخُوضُوا) في باطلهم ، وأصل الخوض هو الارتماس في الماء ، ويسمى المحدّث الذي غرق في الحديث خائضا ـ تشبيها ـ (وَيَلْعَبُوا) في الدنيا ، فإن أعمالهم الدنيوية لعب ـ إذ هي مثله في عدم الفائدة والفناء بسرعة ـ (حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) فيه بعذاب الأبد ، وهو يوم القيامة ، وهذا تهديد لهم.
[٨٥] (وَهُوَ) وحده إله الكون كله لا إله سواه ولدا كان أو شريكا فهو (الَّذِي فِي السَّماءِ) هو (إِلهٌ) بلا شريك (وَفِي الْأَرْضِ) هو (إِلهٌ) بلا شريك ، (وَهُوَ الْحَكِيمُ) في جميع أفعاله ، بمعنى أن كلّا من خلقه وتشريعه حسب الحكمة والصلاح (الْعَلِيمُ) بمصالح عباده ، وقد سبق