جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٨) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (٧٩) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (٨٠) قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (٨١)
____________________________________
جِئْناكُمْ بِالْحَقِ) أي أرسلنا إليكم ما هو حق من أمر الرسل والكتب والشرائع (وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ) معاشر الناس (لِلْحَقِّ كارِهُونَ) لما ألفتم من الباطل فصعب عليكم مفارقته إلى العمل بالحق واتباعه.
[٨٠] (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً)؟ أي بل إن هؤلاء عوض اتباعهم للحق جعلوا يحيكون المؤامرات ضد الحق ، من الإبرام ، وهو الإحكام في العمل ، والقتل (فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) أي إنا محكمون أمرنا في إعلاء كلمتنا ومجازات هؤلاء.
[٨١] (أَمْ يَحْسَبُونَ) أي بل يظن هؤلاء ـ حين يدبرون المكر والمؤامرة ـ (أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) ما يضمرون في أنفسهم وما يتناجى بعضهم مع بعض (بَلى) نسمع السر والنجوى ، وإطلاق السماع على السر ـ المضمر في القلب ـ باعتبار الجوار للنجوى ، وإلا فالسر يعلم ، لا أنه يسمع (وَرُسُلُنا) أي الملائكة الحفظة (لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) ما يسرون ويتناجون.
[٨٢] ولقد كان هؤلاء الكفار بمختلف أشكالهم يزعمون أن لله ولدا ، أما المسيح أو الملائكة ، أو عزيز فجاء السياق لنفي الولد (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) لذلك ، باعتبار أنه جزء من الإله ، فهو إله يستحق العبادة ، وإنما قال «أول العابدين» لأن