أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥)
____________________________________
أي ناجى ربه قائلا يا رب (أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) مصرون على الاجرام لا ينفع فيهم البلاغ.
[٢٤] فاستجاب الله دعائه في خلاصه من فرعون وقومه فأوحى إليه أسر يا موسى ، والإسراء هو السير ليلا (بِعِبادِي) أي بني إسرائيل (لَيْلاً) وإنما أمروا بالخروج لئلا يعلم فرعون بهم فيأخذهم عاجلا قبل الهروب والفرار (إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) أي أن فرعون سيتبعكم ، وهذا إما تعليل قوله «ليلا» أو مقدمة لبيان غرق فرعون وبشرى لهم ، أو حث لهم على الإسراع ، حتى لا يدركهم الطلب.
[٢٥] (وَاتْرُكِ) يا موسى (الْبَحْرَ) الذي تعبرون منه (رَهْواً) أي ساكنا على حاله بعد أن خرجتم منه ، بأن يبقى على حاله ذي طرق وجواد ، حتى يطمع فرعون في عبوره فيغرق. وذلك لأن ضربه بالعصي بقصد إرجاعه إلى ما كان ، كان بيد موسى ، فأمره سبحانه أن لا يفعل ذلك (إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ) أي أن فرعون وقومه الذين يتبعونكم محكوم عليهم بالغرق جزاء لكفرهم وعصيانهم.
[٢٦] وسار موسى واتبعه فرعون في البحر بجنوده ـ كما فصّل سابقا ـ فيأتي السياق ـ بعد ذلك ـ ليبن كيف أن غرقهم لم يؤثر شيئا لا في الأرض ولا في السماء (كَمْ تَرَكُوا) أي خلف فرعون وقومه ، بعدهم (مِنْ جَنَّاتٍ) جمع جنة وهي البستان ، تسمى جنة لستر أرضها بالأشجار والنخيل (وَعُيُونٍ) جارية.