إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٩) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١) فَدَعا رَبَّهُ
____________________________________
بنو إسرائيل معذبين في سجون فرعون ، وتحت اضطهاده ، فقال له موسى أطلق سراحهم ، وهذا كقوله (فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ) (١) (إِنِّي لَكُمْ) يا آل فرعون (رَسُولٌ أَمِينٌ) مؤتمن فيما أؤديه لا أخونكم ولا أخون الوحي ، فما أقوله كله وحي بلا زيادة أو نقصان.
[٢٠] (وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ) أي لا تتجبّروا على الله بترك طاعته ، فكأن الكافر والعاصي يرى نفسه فوق رتبة الله ، ولذا لا يستعد أن يتبعه ويطيع أمره (إِنِّي آتِيكُمْ) يا آل فرعون (بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) أي حجة واضحة ودليل ظاهر وهي الأدلة التي أقامها على وجود الله وسائر صفاته والخوارق التي كان مزودا بها.
[٢١] ولما دعاهم موسى عليهالسلام توعدوه بالقتل والرجم ـ كما هي عادة الطغاة أمام المصلحين ـ فقال لهم موسى (وَإِنِّي عُذْتُ) أي استجرت ولذت (بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ) بخالقي وخالقكم (أَنْ تَرْجُمُونِ) أي ترجمونني بالحجارة ، وحذف ياء المتكلم تخفيفا وتنسيقا.
[٢٢] (وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي) أي لم تصدقوني فيما جئتكم به (فَاعْتَزِلُونِ) أي اتركوني لا لي ولا علي.
[٢٣] ولما رأى موسى أن القوم مصرون على الكفر والضلال (فَدَعا رَبَّهُ)
__________________
(١) الأعراف : ١٠٦.