[٢٢٣٦] وأخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا الحسن بن محمد [بن](١) الصّبّاح ثنا الحجاج عن ابن جريج قال : زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يقول سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا فتواصيت (٢) أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلىاللهعليهوسلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير ، أكلت مغافير ، فدخل على إحداهما فقالت له ذلك ، فقال : «لا بأس شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له» فنزلت : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ) إلى قوله : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ) لعائشة وحفصة. (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً) لقوله : بل شربت عسلا.
[٢٢٣٧] وبهذا الإسناد قال : حدثنا محمد بن إسماعيل أنا إبراهيم بن موسى أنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عطاء بإسناده وقال قال : «لا ولكن كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له ، وقد حلفت فلا تخبري بهذا أحدا» يبتغي بذلك مرضات أزواجه.
[٢٢٣٨] وقال المفسرون : وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقسم بين نسائه ، فلما كان يوم حفصة استأذنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في زيارة أبيها فأذن لها ، فلما خرجت أرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى جاريته مارية القبطية فأدخلها بيت حفصة ، فوقع عليها فلما رجعت حفصة وجدت الباب مغلقا ، فجلست عند الباب فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ووجهه يقطر عرقا ، وحفصة تبكي فقال : «ما يبكيك؟» فقالت : إنما أذنت لي من أجل هذا أدخلت أمتك بيتي ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي أما رأيت لي حرمة وحقا ، ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أليست هي جاريتي أحلها الله لي اسكتي فهي حرام عليّ ألتمس بذلك رضاك ، فلا تخبري بذلك امرأة
__________________
[٢٢٣٦] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، حيث تفرد عن الحسن البخاري. ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
ـ حجاج هو ابن محمد ، ابن جريج ، هو عبد الملك بن عبد العزيز ، عطاء هو ابن أبي رباح.
ـ وهو في «شرح السنة» ٢٣٥١ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٥٢٦٧ عن الحسن بن محمد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٦٦٩١ ومسلم ١٤٧٤ وأبو داود ٣٧١٤ والنسائي ٦ / ١٥١ و ٧ / ١٣ و ٧١ وأحمد ٦ / ٢٢١ من طرق عن الحجاج به.
ـ وأخرجه البخاري ٤٩١٢ من طريق هشام بن يوسف عن ابن جريج به.
[٢٢٣٧] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، حيث تفرد البخاري عن هشام بن يوسف ، وباقي الإسناد على شرط الشيخين.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٩١٢ عن إبراهيم بن موسى بهذا الإسناد.
[٢٢٣٨] ـ ورد من وجوه متعددة بألفاظ متقاربة ، وهو صحيح بشواهده.
ـ أخرجه الواحدي ٨٣١ من طريق عبد الله بن شبيب قال : حدثنا إسحاق بن محمد حدثنا عبد الله بن عمر قال : حدثني أبو النضر مولى عمر بن عبد الله عن علي بن عباس عن ابن عباس عن عمر قال : دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأم ولده مارية .... فذكره بنحوه.
ـ وفي إسناده عبد الله بن شبيب ، وهو ضعيف.
ـ وأخرجه الطبري ٣٤٩٧ من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : من المرأتان؟ قال : عائشة وحفصة ، وكان بدء الحديث في شأن أم إبراهيم القبطية .... فذكره بنحوه ، وإسناده ضعيف ، فيه عنعنة ابن إسحاق.
ـ وله شواهد كثيرة موصولة ومرسلة ، وهي مستوفاة في «أحكام القرآن» ٢١٥٦ بتخريجي.
(١) سقط من المطبوع.
(٢) في المطبوع «فتواطيت».