(٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (٣٧) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩))
(وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٢٩) إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٣١) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٣٢) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (٣٣))، قرأ حفص عن عاصم ويعقوب بشهاداتهم على الجمع ، وقرأ الآخرون بشهاداتهم على التوحيد. (قائِمُونَ) أي يقومون فيها بالحق ولا يكتمونها ولا يغيرونها.
(وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (٣٤) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) (٣٥).
(فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، أي فما بال الذين كفروا ، كقوله : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) (٤٩) [المدثر : ٤٩] ، (قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) ، مسرعين مقبلين إليك مادي أعناقهم ومديمي النظر إليك متطلعين نحوك ، نزلت في جماعة من الكفار كانوا يجتمعون حول النبي صلىاللهعليهوسلم يستمعون كلامه ويستهزءون به ويكذبونه ، فقال الله تعالى : ما لهم ينظرون إليك ويجلسون عندك وهم لا ينتفعون بما يستمعون.
(عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) (٣٧) ، حلقا وفرقا ، والعزين : جماعات في تفرقة واحدتها عزّة.
(أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) (٣٨) ، قال ابن عباس : معناه أيطمع كل رجل منهم أن يدخل جنتي كما يدخلها المسلمون ويتنعم فيها وقد كذب نبي؟
(كَلَّا) ، لا يدخلونها ، ثم ابتدأ فقال : (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) ، أي من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ، نبّه الناس على أنهم خلقوا من أصل واحد وإنما يتفاضلون ويستوجبون الجنة بالإيمان والطاعة.
[٢٢٧١] أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه ثنا موسى بن محمد بن علي ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم ثنا حريز (١) بن عثمان الرحبي عن عبد الرحمن بن ميسرة عن جبير بن نفير عن بسر (٢) بن جحّاش قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم وبصق يوما في كفه ووضع عليها إصبعه فقال : يقول الله عزوجل «ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ،
__________________
[٢٢٧١] ـ إسناده ضعيف ، رجاله ثقات سوى عبد الرحمن بن ميسرة ، فقد وثقه العجلي وابن حبان على قاعدتهما في توثيق المجاهيل ، وقال علي المديني : مجهول ، والقول قول ابن المديني ، فإنه إمام هذا الشأن.
ـ وأخرجه البيهقي في «الشعب» ٣٤٧٣ عن جعفر بن محمد الفريابي بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن ماجه ٢٧٠٧ وأحمد ٤ / ٢١٠ والطبراني ١١٩٣ من طرق عن حريز بن عثمان به.
ـ وأخرجه الطبراني ١١٩٤ من طريق ثور بن يزيد الرحبي عن عبد الرحمن بن ميسرة به.
ـ وقال البوصيري في «الزوائد» : إسناده صحيح؟! ـ واضطرب الألباني فحسن إسناده في «الصحيحة» ١٠٩٩ في حين صححه برقم ١١٤٣؟!! ومما تمسك به الألباني قول أبي داود : شيوخ حريز كلهم ثقات ، وفيما قاله نظر ، فابن المديني نص على الرجل بعينه في حين عبارة أبي داود عامة ، على أن علي المديني أثبت وأعلم في الرجال من أبي داود ، وقاعدة أبي داود فيها نظر أيضا ، فإن شعبة أثبت من حريز ، وهو مع تعنته في الرجال روى عن ضعفاء ومثل هذا كثير.
ـ قلت : ولفظ «بصق في كفه» غريب ، بل هو منكر ، وراويه لا يحتمل التفرد بمثل هذا.
(١) تصحف في المطبوع «جرير».
(٢) يصحف في المطبوع «بشر».