شره فاشيا في السموات فانشقت وتناثرت الكواكب وكورت الشمس والقمر وفزعت الملائكة ، وفي الأرض فنسفت الجبال وغارت المياه وتكسر كل شيء على الأرض من جبل وبناء.
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) ، أي على حب الطعام وقلته وشهوتهم له وحاجتهم إليه. وقيل : على حب الله ، (مِسْكِيناً) ، فقيرا لا مال له ، (وَيَتِيماً) ، صغيرا لا أب له (وَأَسِيراً) ، قال مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء : هو المسجون من أهل القبلة. وقال قتادة : أمر الله بالأسراء أن يحسن إليهم وإن أسراهم يومئذ لأهل الشرك. وقيل : الأسير المملوك. وقيل المرأة.
[٢٣٠٥] بقول النبي صلىاللهعليهوسلم : «اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان» أي أسراء.
واختلفوا في سبب نزول هذه الآية ، قال مقاتل (١) : نزلت في رجل من الأنصار أطعم في يوم واحد مسكينا ويتيما وأسيرا.
[٢٣٠٦] وروي عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس : أنها نزلت في علي بن أبي طالب ، وذلك أنه عمل ليهودي بشيء من شعير ، فقبض الشعير فطحن ثلثه فجعلوه منه شيئا ليأكلوه ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فسأل فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تمّ إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عمل الثلث
__________________
[٢٣٠٥] ـ جيد. أخرجه الترمذي ١١٦٣ وابن ماجه ١٨٥١ والنسائي في «الكبرى» ٩١٦٩ من طرق عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال : حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحمد الله وأثنى عليه ، وذكّر ووعظ ثم قال : «ألا واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنما هن عوان عندكم ....».
ـ وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
ـ وإسناده حسن.
ـ وله شاهد من حديث علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي عن عمه عند أحمد ٥ / ٧٢ ـ ٧٣ وإسناده ضعيف لضعف علي ابن زيد ، لكن للحديث شواهد.
[٢٣٠٦] ـ موضوع. ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٨٤٤ عن عطاء عن ابن عباس معلقا بدون إسناد.
ـ وأخرجه الثعلبي من رواية القاسم بن بهرام عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس ، ومن رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ...) الآية فذكره بتمامه ، وزاد في أثناءه أشعارا لعلي وفاطمة.
ـ قاله الحافظ في «تخريج الكشاف» ٤ / ٦٧٠.
ـ وأخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» ١ / ٣٩٠ عن الأصبغ بن نباتة ... فذكره بشعره وزيادة بعض الألفاظ ثم قال : وهذا لا نشك في وضعه.
ـ وكذا قال الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» ١ / ١٥٤ ـ ١٥٥ : ومن الحديث الذي ينكره قلوب المحقين : ما روي عن ابن عباس .... فذكره ثم قال : هذا حديث مزوّق ، وقد تطرف فيه صاحبه حتى يشبّه على المستمعين ، والجاهل يعض على شفتيه تلهفا ألا يكون بهذه الصفة ، ولا يدري أن صاحب هذا الفعل مذموم.
ـ وانظر «الكشاف» ١٢٥٨ و «الجامع لأحكام القرآن» ٦٢٠٨ بتخريجي ، ولله الحمد والمنة.
ـ وعلة الحديث ابن عقيل وحده ، وباقي الإسناد على شرط البخاري.
ـ وقد اضطرب في هذا المتن ، فرواية البغوي «إذا ذهب ربع الليل» ورواية الترمذي «إذا ذهب ثلثا الليل» ، وهو مطول عند الترمذي ، ولفظ أحمد : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «جاءت الراجفة ...» ليس فيه أنه كان يقوله بالليل وليس فيه ذكر الآية أيضا.
ـ وهو عند الطبري : قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم .... فذكره. ليس فيه ذكر الليل ، ولا أنه كان ينادي بالليل ، ولو كان عليه
(١) ذكره عنه تعليقا ، وإسناده إليه أول الكتاب ، وهو معضل ، فهو واه ليس بشيء ، والآية عامة.