ولا بأنهم محاسبون.
(وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) ، أي بما جاء به الأنبياء ، (كِذَّاباً) ، يعني تكذيبا ، قال الفراء : هي لغة يمانية فصيحة ، يقولون في مصدر التفعيل فعال قال [و](١) قال لي أعرابي منهم ، على المروة يستفتيني : الحلق أحب إليك أم القصار.
(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً) (٢٩) ، أي وكل شيء من الأعمال بيناه في اللوح المحفوظ ، كقوله :(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) [يس : ١٢].
(فَذُوقُوا) ، أي يقال لهم فذوقوا ، (فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً).
قوله عزوجل : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) (٣١) ، فوز ونجاة من النار ، وقال الضحاك : متنزها.
(حَدائِقَ وَأَعْناباً) (٣٢) ، يريد أشجار الجنة وثمارها.
(وَكَواعِبَ) ، جواري نواهد قد تكعبت ثديهن ، واحدتها كاعب ، (أَتْراباً) ، مستويات في السن.
(وَكَأْساً دِهاقاً) (٣٤) ، قال ابن عباس والحسن وقتادة وابن زيد : مترعة مملوءة. وقال سعيد بن جبير ومجاهد : متتابعة. قال عكرمة : صافية.
(لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً) ، باطلا من الكلام ، (وَلا كِذَّاباً) ، تكذيبا ، لا يكذب بعضهم بعضا. وقرأ الكسائي (كِذَّاباً) ، بالتخفيف [وهو](٢) مصدر المكاذبة ، وقيل : هو الكذب. وقيل : هو بمعنى التكذيب كالمشدد.
(جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً) (٣٦) ، أي جازاهم جزاء وأعطاهم عطاء حسابا أي كافيا وافيا ، يقال : أحسبت فلانا أي أعطيته ما يكفيه حتى قال حسبي. وقال ابن قتيبة : عطاء حسابا أي كثيرا. وقيل : هو جزاء بقدر أعمالهم.
(رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ) ، قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو (رَبِ) رفع على الاستئناف والرحمن خبره وقرأ الآخرون بالجر اتباعا لقوله (من ربك) وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (الرَّحْمنِ) جرا اتباعا لقوله : (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، وقرأ الآخرون بالرفع ، فحمزة والكسائي يقرآن (رَبِ) بالخفض لقربه من قوله : (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ) ويقرآن (الرَّحْمنِ) بالرفع لبعده منه على الاستئناف ، وقوله : (لا يَمْلِكُونَ) في موضع رفع خبره ، ومعنى : (لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً) ، قال مقاتل : لا يقدر الخلق على أن يكلموا الرب إلا بإذنه. وقال الكلبي : لا يملكون شفاعة إلا بإذنه.
(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (٣٨) ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (٣٩) إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (٤٠))
(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ) ، أي في ذلك اليوم ، (وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا) ، واختلفوا في هذا الروح ، قال الشعبي والضحاك : هو جبريل. وقال عطاء عن ابن عباس : الروح ملك من الملائكة ما خلق الله مخلوقا أعظم منه ، فإذا كان يوم القيامة قام [هو](٣) وحده صفا وقامت الملائكة كلهم صفا واحدا ، فيكون عظم خلقه مثلهم. وعن ابن مسعود [قال](٤) : الروح ملك أعظم من السموات ومن الجبال ، ومن الملائكة وهو في
__________________
(١) زيادة عن المخطوطتين.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.